انعقدت صباح اليوم الجمعة 05 فيفري 2021 جلسة عمل الندوة الإقليمية حول المياه التي أطلقتها لجنة الفلاحة و الأمن الغذائي و التجارة و الخدمات صلب مجلس نواب الشعب و المخصصة لولايات المنستير و سوسة و المهدية و صفاقس.
و كانت مشاركة ولاية المنستير عبر تقنية التواصل عن بعد أين انتظمت بمقر الولاية جلسة بإشراف السيد اكرم السبري والي المنستير و حضور السيد البشير عطية كاتب عام الولاية و حضور السادة اعضاء مجلس نواب الشعب عن جهة المنستير و حضور ثلة من الإطارات الجهوية و ممثلي مختلف الهياكل و الإدارات و المصالح المعنية حيث تم تقديم عرضا حول مصادر الموارد المائية من المياه الصالحة للشرب و المياه الموجه للري.
و أكدت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية و الموارد المائية و الصيد البحري بولاية المنستير ان مناخ بالجهة يعد متوسطي و شبه جاف حيث يبلغ المعدل السنوي للإمطار 380 مم و معدل الرطوبة 72 % و يقدر مجموع الموارد المائية الذاتية بالجهة 46 مليون متر مكعب متأتية من 2860 بئر سطحية و 420 بئر عميقة مرخص فيها و سد جبلي و 8 بحيرات جبلية و 113 وحدة تغذية الموائد المائية فضلا عن المياه المعالجة من محطات التطهير، في حين ان الموارد المائية الخارجية للري متأتية كليا بسد نبهانة بنسبة تناهز 7,5 مليون متر مكعب سنويا في السنوات العادية و تراجعت خلال السنوات الأخيرة إلى ما بين مليون و ثلاث ملايين متر مكعب.
و للإشارة فان مساحة المناطق السقوية بولاية المنستير تقدر بحوالي 6250 هكتار علاوة على ان الأراضي الفلاحية بالجهة مقسمة بنسبة 5 % زراعات كبرى و 6 % غابات مراعي و 6 % خضروات و 10 % أشجار مثمرة و 73 % زياتين، و على الرغم من ضيق المساحات خاصة المستغلة للخضروات و بالمناطق السقوية و أمام قلة الموارد المائية الموجهة للري، فان ولاية المنستير تنتج سنويا حوالي 46 ألف طن من الباكورات أي بنسبة 40 % من الإنتاج الوطني و توفر 37,1 ألف طن من البطاطا بنسبة 9 % من الإنتاج الوطني.
و أوضح ممثلو المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير على انه يوجد بالجهة 41 مجمع تنمية يشرف على تسيير والتصرف في تزويد 47 منطقة سقوية منها 19 منطقة تنتفع بمياه سد نبهانة و 26 منطقة سقوية تروى بمياه ابار عميقة و2 مناطق سقوية تروى بالمياه المعالجة من محطات التطهير.
و اكد المشرفون على القطاع الفلاحي بولاية المنستير و التصرف في الموارد المائية على أنهم لاحظوا تدنّي منسوب المائدة المائية بكامل الولاية، حيث فاق هذا التدني في بعض الجهات خلال الأربع سنوات الأخيرة معدل 2 متر/ سنة مع تراجع دفق بعض الآبار العميقة لا سيما هنشير اللوزة من 20 ل/ث إلى 11 ل/ث و بئر البطحاء 2 من 20 ل/ث إلى 11 ل/ث و بئر المرنبة من 18ل/ث إلى 10 ل/ث بالإضافة الى تدني نوعية المياه في بعض الآبار نتيجة ارتفاع الملوحة على غرار بئر القزة 3 من 1,6غ إلى 3,1 غ/ل و بئر البطحاء 2 من 1,9غ إلى 2,7 غ في اللتر الواحد.
وحسب القراءة الأولية لمشروع مجلة المياه (الأحكام الجديدة الواردة في مشروع القانون عدد 66 لسنة 2019 المتعلّق بمجلّة المياه ) المعروض للنقاش اعتبر ممثلو قطاع الفلاحة بولاية المنستير، أن ما ورد بها من فصول تعتبر نقاط قوة لدعم التصرف المحكم للموارد المائية وتنميتها و طالبوا باسم الجهة باحداث المجلس الأعلى للمياه و إحداث هيكل خاص (وكالة حماية الملك العمومي للمياه) يعنى بحماية الملك العمومي للمياه وإحداث سلك مراقبي و تشديد العقوبات تجاه المخالفين والمعتدين على الملك العمومي.
كما دعوا الى ضرورة تشريك المجتمع المدني ومستعملي المياه في التصرف المستدام في الموارد و إحداث هيكل جديد يعنى بمياه الشرب والصرف الصحي بالوسط الريفي (الوكالة الوطنية لمياه الشرب والصرف الصحي بالوسط الريفي) و إحداث مؤسسات ومنشآت عمومية تتولى التزويد بمياه الري بالمناطق السقوية العمومية فضلا عن تنمية الموارد المائية عبر تحلية مياه البحر.