في إطار متابعة الوضع اصحي بالجهة و بحث سبل أكثر نجاعة للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، اجتمع السيد أكرم السبري والي المنستير مساء اليوم الاثنين 24 أوت 2020 بمقر الولاية على جلسة عمل بحضور السيدين طارق البكوش المعتمد الأول و حمودة الببة المدير الجهوي للصحة و السادة مدراء المستشفيات الجهوية و المحلية و رؤساء دوائر الصحة الأساسية و ممثلي الإطار الطبي المشرف على المركز الوطني بالمنستير لإيواء المصابين بفيروس كورونا.
و قد توجه السيد الوالي بالشكر إلى كل الإطار الطبي و الشبه الطبي الذين كانوا في الخط الاول و ساهموا في الحد من انتشار فيروس كورونا منوها بدور الاطار الطبي و الشبه الطبي المشرف على المركز الوطني بالمنستير المخصص لايواء المصابين بفيروس كورونا من مختلف ولايات الجمهوية.
و أكد السيد الوالي على أن عودة انتشار فيروس كورونا و تسجيل حالات عدوى محلية بهذا الفيروس مؤخرا في المنستير و في بعض الولايات الأخرى يستدعي مزيد من اليقظة و وضع خطة جهوية لمزيد التوقي و الحد من انتشار هذا الفيروس ضمانا لسلامة الإطار الطبي و الشبه الطبي باعتبارهم الجيش الأبيض و في الخط الاول من مقاومة هذا الوباء ثم حماية المواطنين و تعزيز التوقي من انتشار الفيروس.
و أضاف السيد الوالي أن هذا الاجتماع ينعقد أساسا لمتابعة الوضع الصحي و للاستماع إلى المقترحات لتعزيز الخطة الجهوية للوقاية من انتشار فيروس كورونا، حيث تقرر أثناء الجلسة الإذن للجنة التقنية و العلمية للقيام بزيارات ميدانية للمستشفيات لتحديد الحاجيات و المخطط و المسارات الممكن اعتمادها عند تسجيل حالات إصابة بالفيروس.
كما تم الإذن بإعداد منظومة أو تطبيقة يتم اعتمادها لتواصل بين الأطباء و المشرفين على المؤسسات الصحية لضمان سرعة و نجاعة تبادل المعلومات و المقترحات و لتقديم الحلول الكفيلة للوقاية من انتشار الفيروس او العلاج منه، فضلا عن الإذن لمصالح الإدارة الجهوية للصحة لوضع مخطط جهوي او مسار توجيهي يتم اعتماده لعزل و توجيه المشتبه في إصابتهم او المصابين بفيروس كورونا المستجد.
و أوضح المدير الجهوي للصحة أن وزارة الصحة قد طلبت من الجهة النظر في إمكانية الترفيع من طاقة استيعاب المركز الوطني بالمنستير لإيواء المصابين بفيروس كورونا و في هذا السياق، أكد المدير الجهوي للصحة على انه تم تشكيل على المستوى الجهوي " لجنة تقنية علمية " كلفت بدراسة طاقة الاستيعاب القصوى للمركز وفقا لمعايير دولية على مستوى الصحة و الإيواء.
و قد شدّد الحضور ممثلي الإطارات الطبية و الأقسام العلاجية و مدراء المستشفيات المحلية و الجهوية على ضرورة التركيز على الوقاية الذاتية و الأساسية للحماية من فيروس كورونا لا سيما حمل الكمامة و استعمال وسائل الوقاية مع ضمان التباعد الجسدي و التقليص من عدد المواطنين داخل الفضاءات المغلقة، بالإضافة إلى المطالبة بضرورة دعوة المؤسسات العمومية و البلديات بأخذ التدابير اللازمة للوقاية مع تحسيس المواطنين و أصحاب المحلات الخاصة بأهمية الانخراط في المجهود الجهوي و الوطني للوقاية من انتشار فيروس كورونا خلال هذه الموجة الثانية التي تتزامن مع العودة المدرسة و الجامعية و ما تضفيه من حركية اقتصادية و خاصة على مستوى النقل.
كما اقترح الأطباء و مدراء المستشفيات ضرورة التفكير في تهيئة أقسام إنعاش الخط الأول في بعض المستشفيات الجهوية و مزيد دعم قسم الإنعاش الطبي المخصص للحالات الاستعجالية المصابة بفيروس كورونا بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير فضلا عن المطالبة بضرورة تشريك قطاع الصحة الخاص و تضافر جهود مختلف المتدخلين.
و طالب الأطباء بضرورة وضع مخطط جهوي و مسلك واضح خاص للتقصي و لإيواء مصابي فيروس كورونا يأخذ بعين الاعتبار الخط الطبي الأول و الثاني و الثالث و كيفية توجيه المشتبه في إصابتهم أو المصابين و تحديد مختلف مراحل إيوائهم و علاجهم.
و أوضح الدكتور شوقي لوصيف المشرف على المركز الوطني بالمنستير لإيواء المصابين بفيروس كورونا أن المرحلة الثانية من هذا الوباء قد تكون اخطر من المرحلة الأولى وهو ما يستدعي مزيد من التوعية و التحسيس و الالتزام بالإجراءات الصحية فضلا عن حسن التنسيق و التعاون بين مختلف المتدخلين.
و أضاف انه تم الانطلاق في تنفيذ خطة الحجر الصحي الذاتي لعدد من مصابي فيروس كورونا، حيث ان 21 من حاملي فيروس كورونا بالمنستير ملتزمون بالحجر الصحي الذاتي في منازلهم مع تامين المتابعة اليومية و الدورية لوضعيتهم الصحية و تم السماح لهم بالعودة لمنازلهم باعتبار وضعياتهم الصحية المستقرة و لا احد منهم يعاني من مرض مزمن.