مثّل الاطلاع على الطابع البيئي و الايكولوجي و للمشاريع المزمع تنفيذها لحماية جزر قوريا بسواحل المنستير محور زيارة عمل اليوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 للسيد اكرم السبري والي المنستير الذي كان مرفوقا بالسيد طارق البكوش المعتمد الأول و العقيد عامر الغربي رئيس منطقة الحرس البحري بالمنستير و ممثلي الجهة البحرية التجارية و وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي.
و اطلع السيد الوالي خلال زيارته على التنوع البيئي و الايكولوجي لجزر قوريا التي تبعد حوالي 18 كلم على سواحل مدينة المنستير و التي تزخر بثراء بيئي و بحري لا سيما تعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض و محطة هامة للطيور المهاجرة من نوع " الخرشنة الصغيرة" و " كروان الماء".
و تابع السيد الوالي النشاط السياحي بجزيرة قوريا الصغرى و كيفية نقل السياح على متن المراكب السياحية و المنتظر تطويره و مزيد تنظيمه و تثمينه بالتنسيق مع مختلف الأطراف المتداخلة بوضع كراس شروطك منظم لحمايتها باعتبارها وجهة سياحية مفضلة لرواد ولاية المنستير فضلا عن كونها نقطة مراقبة للملاحة البحرية و للحدود البحرية من طرف جيش البحر و الحرس البحري الذي يعمل على تامين سواحل المنستير و التصدي لعمليات اجتياز السواحل البحرية خلسة في اتجاه السواحل الإيطالية.
و قد حضر السيد الوالي و عاين عملية تفقيص لبيض بعش سلحفاة بحرية من نوع "كاريتا كاريتا .. Caretta Caretta " و كيفية انطلاق رحلتها البحرية في عرض المتوسط علما و ان هذه السلاحف البحرية تجوب مختلف البحار و تعود بعد سن البلوغ عن عمر يناهز 25 سنة فما اكثر للتعشيش في نفس نقطة الانطلاقة بجزر قوريا التي تعد المكان الملائم و الوحيد في سواحل تونس لتعشيش السلاحف البحرية بانتظام.
و حسب ما فسره ممثلو جمعية ازرقنا الكبير البيئية بمدينة المنستير و ممثل وحدة التصرف في المحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا و الراجع بالنظر الى وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي، ان جزر قوريا قد سجّلت هذه السنة 46 عش لسلاحف بحرية وهو رقما قياسيا منذ حوالي 20 سنة.
و تعمل وحدة التصرف في المحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا المحدثة في جانفي 2017 بوكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي و المكلفة بالتصرف و بحماية جزر قوريا المزمع اعدادها كمحمية بحرية و ساحلية، بالتعاون و الشراكة مع جمعية ازرقنا الكبير، حيث تم ابرام عدة اتفاقيات شراكة بينهما و بين ممولين دوليين لتنفيذ عدة مشاريع بيئية لحماية جزيرتي قوريا الصغرى 70 كلم مربع و قوريا الكبرى 270 كلم مربع فضلا عن حماية محيطهما على مساحة 15000 كلم مربع.
و قد تم في مرحلة أولى لحماية جزر قوريا، تركيز مركز للدراسة و التكوين حول السلاحف الحرية في انتظار تنفيذ مشروع دراسة الخرائط البحرية بكلفة 300 الف دينار و مشروع دعم التصرف في المحمية البحرية بجزر قوريا بكلفة تناهز 600 الف دينار ممولين ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة و على امتداد سنوات 2018 و 2019 و 2020.
https://g-monastir.tn/akhbar/1159-2018-09-24-14-41-11#sigProId87c7793894