يمثل قطاع الصحة مفخرة دولة الاستقلال و نقطة قوة للدولة التونسية الا ان هذا القطاع تقهقر و تراجع خلال السنوات الأخيرة و تدهورت معه ظروف العاملين فيه بسبب نقص في المعدات و نقص في الموارد البشرية و هجرة بعض الكفاءات الى الخارج حتى أصبحت مسؤولية المشرفين عليه حاليا مضاعفة امام الواجب المهني من جهة و نقص في جودة و نجاعة الخدمة الصحية التي قد تصل الى الخطأ الطبي من جهة أخرى، هذا ما صرح به السيد اكرم السبري والي المنستير صباح اليوم الجمعة 29 مارس 2019 اثناء اشرافه على افتتاح الملتقى التكويني الأول حول التصرف في اقسام الاستعجالي و الإنعاش بالمؤسسات الصحية الذي تنظمه الجمعية التونسية للنهوض بالصحة و الجمعية التونسية للطب الاستعجالي على امتداد اليوم الجمعة و غدا السبت.
و أوضح السيد والي المنستير بحضور السيدات و السادة علاء الدين الصيادي المدير الجهوي للصحة بالمنستير و بوجمعة الفراتي المدير الجهوي للصحة بسوسة و سعاد الغزواني متصرف عام للصحة و مديرة بوزارة الشؤون الاجتماعية و كريم عبد الواحد رئيس الجمعية التونسية للنهوض بالصحة فضلا عن حضور ثلة من رؤساء اقسام و أطباء و مسؤولين جهويين في قطاع الصحة من عدة ولايات مشاركة، ان الحكومة التونسية واعية بوضع قطاع الصحة و اولته عناية خاصة من خلال افرازه بمجلس وزاري التأم امس و صدرت عنه عدة قرارات هامة من شانها ستساهم في انعاش قطاع الصحة و دعمه لا سيما سيتم رصد 200 مليون دينار لتطهير ديون المستشفيات و دعمها بالآلات الطبية اللازمة علاوة على انتداب استثنائي خلال سنة 2019 بما يعادل 2000 اطار طبي و شبه طبي لتعويض النقص و سد الشغورات ممن تمت احالتهم على شرف المهنة.
و اكد السيد الوالي ان قرارات المجلس الوزاري جد متوازنة باعتبارها ستطهر الديون و تعزز التجهيزات و الموارد البشرية و بالإضافة الى البرامج الإصلاحية لحوكمة التصرف في إدارة المؤسسات الصحية و وعي اهل المهنة بوضع قطاع الصحة و مثل هذه الدورات التحسيسية و التكوينية ستساهم حتما في استعادة بريق قطاع الصحة العمومية و تحسين جودة الخدمات الصحية المسداة للمواطن.
و أوضح السيد كريم عبد الواحد رئيس الجمعية التونسية للنهوض بالصحة ان هذه الجمعية تأسست سنة 2011 و ايمانا من مؤسسيها بدور اهل المهنة للنهوض بقطاع الصحة تم وضع ثلاث محاور كبرى للعمل عليها لا سيما الجانب التحسيسي و الجانب التكويني و محور خاص بجودة الخدمات الصحية.
و أضاف رئيس الجمعية انه تم تنظيم اكثر من 20 دورة تكوينية مختصة بهدف ضمان نجاعتها و حتى تكون هادفة لأهل المهنة كل حسب اختصاصه. كما اقر رئيس الجمعية في كلمته و باعتباره من اهل المهنة، ان قطاع الصحة يمر بأزمات متعددة خاصة خلال السنوات الأخيرة مما اضر بجودة الخدمات.
و يتضمن هذا الملتقى الوطني التكويني الأول حول التصرف في اقسام الاستعجالي و الإنعاش بالمؤسسات الصحية، عدة مداخلات من أساتذة و أطباء و رؤساء اقسام طبيبة بعدد من المستشفيات و ورشات عمل على ان يختتم بصياغة و تلاوة التوصيات التي من شانها تشخص واقع قطاع الصحة و تقترح الحلول الكفيلة للنهوض به.
https://g-monastir.tn/akhbar/1246-2019-03-29-15-08-53#sigProIdc6f3d5806d