مثل بحث سبل تعزيز مقاومة تفشي انتشار مرض اللسان الأزرق الذي يصيب المواشي محور جلسة عمل انعقدت صباح اليوم الأربعاء 04 نوفمبر 2020 بمقر الولاية بإشراف السيد البشير عطية كاتب عام الولاية و حضور المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالمنستير و رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة و الصيد البحري و حضور ثلة من الإطارات الجهوية، خصصت لعرض الوضعية الحالية و متابعة مواقع تواجد مرض اللسان الأزرق بالجهة و مدى توسع العدوى عند الابقار و الأغنام و كيفية مقاومة هذا المرض الذي يهدد سلامة القطيع.
و قد اكد السيد كاتب عام الولاية على أهمية تجميع جهود مختلف المتدخلين من مندوبية جهوية للتنمية الفلاحية و البلديات و الفلاّحة لمقاومة مرض اللسان الأزرق حماية لقطيع الماشية بالجهة، و مبينا في السياق ذاته انه بعد التنسيق بين السلطات الجهوية و المركزية من المنتظر المداوة بالطائرة لمدة ثلاث أيام مبدئيا قصد مداواة الضفاف الغربية و الشمالية لسبخة المكنين و ضفاف وادي الغسيل و وادي القلتة و وادي بوسيالة و قرعة وادي المالح و الطريق الحزامية بالمنستير و ضفاف سبخة سيدي الهاني.
كما أوصى السيد كاتب عام الولاية بضرورة دعوة كافة البلديات بالجهة لتفعيل اللجان المحلية لمقاومة الحشرات و لتنظيم حملات لمداواة الحشرات بعد ان احصت و عاينت الإدارة الفرعية للصحة البيئية بالإدارة الجهوية للصحة بالمنستير 98 وكرا لتكاثر الحشرات و بعد ان سجلت 26 وكرا إيجابيا لتواجد الحشرات بكل من بلديات المنستير و خنيس و قصيبة المديوني و لمطة و بوحجر و المكنين و منزل فارسي و زاوية قنطش و منزل كامل و بنبلة و المصدور و طبلبة و زرمدين و الوردانين و الساحلين و بني حسان.
و أوضح السيد بوبكر البليلي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بالمنستير ان المندوبية الجهوية قد تلقت اول اشعار لوجود هذا المرض عند الابقار و الأغنام بالجهة يوم 06 أكتوبر من الشهر المنقضي حيث اخذت الإدارة و بمختلف مصالحها كل الاستعدادات و انطلقت في حملات التوعية و التحسيس للفلاّحة و في القيام بالمعاينات اللازمة و توفير كميات إضافية من الادوية ( المبيدات ) فضلا عن مساهمة الاتحاد الجهوي للفلاحة و الصيد البحري بتوفير كميات من الادوية و التنسيق مع المجالس البلدية لمداواة الاسطبلات و المستنقعات و الأماكن الرطبة التي تمثل فضاء ملائم لتكاثر هذه الحشرة الناقلة للمرض التي تتنقل ما بين 700 متر و 1000 متر في الظروف العادية و التنقل عدة كيلومترات بعامل الرياح.
و بدورها اكدت الدكتورة سلوى بن عبد القادر المنسق الجهوي لشبكة اليقظة الوبائية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير خلال تقديمها عرضا حول تقييم الوضع الوبائي لمرض اللسان الأزرق، على ان مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية قد وزعت 700 قارورة من الدواء على الفلاحة لمداواة اسطبلاتهم.
و اضافت ان مرض اللسان الأزرق موجود ببلادنا منذ 1999 و يجد منه 24 صنفا في العالم حيث تم تسجيل 4 أصناف فقط في تونس وهو مرض يصيب الابقار و الأغنام و الماعز و لا يصيب الانسان و ينتقل عبر حشرة تسمى "كلكويداس" مع العلم ان نسبة الإصابة لا تتعدى 5 % و نسبة النفوق لا تتجاوز 1 % .
و أوضحت بن عبد القادر ان الوقاية من هذا المرض و من انتشار و توسع العدوى عند القطيع ترتكز أساسا على مقاومة الحشرات الناقلة في فترة تكاثرها، مؤكدة على انه يوجد بالجهة 16200 راس ابقار و حوالي 190000 راس من الأغنام، حيث سجّل إصابة 5 ابقار و نفوق منها اثنين (2 ) و إصابة 736 راس غنم و نفوق منها 313 راس غنم.
و قد تمت التوصية في ختام جلسة العمل و بعد تقييم الوضع الوبائي و الاستماع الى مقترحات مختلف المتدخلين، الى دعوة الأطباء البياطرة لمعاضدة مجهود المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية و مساعدة الفلاحة على مقاومة مرض اللسان الأزرق و تكثيف حملات التحسيس و التوعية للفلاّحة للمتابعة الدورية لصحة القطيع و المراقبة المستمرة عند ظهور اعراض الاصابة بهذا المرض ( ارتفاع درجات الحرارة و احمرار الاغشية و انتفاخ في الراس ) قصد ضمان سرعة و نجاعة التدخل علاوة على المطالبة بإحداث صندوق الصحة الحيوانية لمقاومة مثل هذه الأوبئة و تداعياتها الاقتصادية على الفلاّحة.