متابعة الاستعدادات لفصل الصيف و الموسم السياحي

تتواصل الاستعدادات و الترتيبات لإنجاح فصل الصيف و الاصطياف و إنجاح الموسم السياحي وفقا لإجراءات و بروتوكول صحي خاص بهذا القطاع، حيث مثل متابعة اخر الاستعدادات محور جلسة عمل انعقدت صباح اليوم الخميس 18 جوان 2020 بإشراف السيد اكرم السبري والي المنستير و حضور السادة طارق البكوش المعتمد الأول و وجيه بوميزة معتمد المنستير بالنيابة و فواز بن حليمة المندوب الجهوي للسياحة و المنصف الهواني المدير الجهوي للصحة و حضور ممثلي مختلف الإدارات المعنية و المصالح الأمنية و ممثلي الهياكل المهنية كجامعة النزل و وكالات الاسفار و المطاعم السياحية و المراكب الترفيهية.

و توجّه السيد الوالي في مستهل كلمته بالشكر لكل الإدارات و المصالح الجهوية و ممثلي المجتمع المدني و المواطنين سكان ولاية المنستير الذين ساهموا بنجاح و وعي كبير في تجاوز الخطر من جائحة فيروس كورونا، منوّها بالدور الذي لعبته ولاية المنستير الذي اسماها " عاصمة الشفاء" في نجاح تونس في حربها و مقاومتها لهذا الوباء الذي اجتاح العالم و مشدّدا في السياق ذاته على ضرورة مواصلة اليقظة و مزيد احترام و تطبيق كل الشروط الصحية و البروتوكولات الصحية الخاصة بكل قطاع ضمانا لعدم انتشار الفيروس بين المواطنين من جهة و لضمان عودة النشاط الاقتصادي بصفة طبيعية حفاظا على ديمومة المؤسسات الاقتصادية و على مواطن الشغل.

و وجّه السيد الوالي الدعوة لممثلي كل الإدارات و المصالح المعنية كل حسب اختصاصه لمزيد التنسيق و الاستعداد و العمل لإنجاح الموسم السياحي و فصل الصيف و الاطياف الذي سيساعد على إعادة انعاش الموسم السياحي و على دفع نسق عودة النشاط الاقتصادي.

و عبّر الدكتور المنصف الهواني المدير الجهوي للصحة بالمنستير عن شكره لكل المتدخلين و خاصة ممثلي القطاع السياحي و أصحاب النزل الذين انخرطوا في الخطة الوطنية و كان دورهم محوري في مقاومة فيروس كورونا المستجد اين تم توفير 10 نزل بالمنطقة السياحية بالمنستير لإقامة اكثر من 1700 من المواطنين الموضوعون بالحجر الصحي الاجباري و نزل لإيواء 381 مصاب بفيروس كورونا من 24 ولاية و من بينهم 8 مواطنين من ليبيا و مواطن اردني حيث سجّل منهم شفاء 319 شخص.

و اكد المدير الجهوي للصحة ان ولاية المنستير التي تعد ذات كثافة سكانية عالية ( 586 ساكن في الكلومتر المربع الواحد ) نجحت في خطتها الجهوية للحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا حيث تم تسجيل اول حالة إصابة محلية يوم 15 مارس و اخر حالة يوم 15 افريل 2020، واعتبر ذلك نتيجة تكاتف جهود مختلف المتدخلين و الدرجة العالية من وعي مواطني و سكان هذه الولاية.

استعدادات بإجراءات استثنائية

و قد تناولت جلسة العمل العديد من المواضيع ذات الصلة بالموسم السياحي و الموسم الصيفي لا سيما المتعلقة منها بمدى تقدم استعدادات النزل لإعادة الفتح و استقبال السياح و الجناب البيئي بالمنطقة السياحية و الانجراف البحري و غربلة الشواطئ و مقاومة الحشرات قبل دخول فصل الصيف و الاستعدادات على مستوى النقل و الحماية المدنية، حيث اكد المندوب الجهوي للسياحة ان الاستعدادات بالنسبة للنزل انطلقت بانتداب العملة و بالتوصية من مصالح مندوبية السياحة لمزيد العناية بالنظافة و الصيانة و بضرورة اتباع و احترام تطبيق البروتوكول الصحي الخاص بالقطاع السياحي الذي يرتكز أساسا على حمل الكمامات و استعمال السائل المطهر و ضمان التباعد الجسدي.

و أشار فواز بن حليمة المندوب الجهوي للسياحة الى معضلة الانجراف البحري و تقلص الشواطئ بالمنطقة السياحية و الناجم على التلوث البيئي من وادي حمدون و سكب المياه المعالجة من محطتي التطهير بالساحلين و سوسة الجنوبية و المياه الساخنة التي يتم افرازها من محطة توليد الكهرباء في انتظار افرازات المياه المالحة من محطة تحلية المياه بوادي حمدون، علاوة على المطالبة بتنفيذ بعض المشاريع المبرمجة و المتعلقة بإعادة تهيئة المسالك بالمنطقة السياحية و صيانة شبكات التنوير و شبكات تصريف المياه المستعملة للحد من فيضان البالوعات و انبعاث الروائح الكريهة.

و في السياق ذاته أوضح ممثل الشركة الوطنية لاستغلال و توزيع المياه ان مشروع محطة تحلية المياه بوادي حمدون الذي ينجز بكلفة 127 مليون دينار لفائدة ولايات سوسة و المنستير و المهدية، سيدخل حيز الاستغلال خلال جوان 2021 و بطاقة معالجة 46 متر مكعب في الثانية حيث يتم استغلال 45 % من مياه البحر المقدر معالجتها و إعادة ضخ 55 % منها في عرض البحر مشدّدا على ان الدراسات المنجزة على التأثيرات البيئية تؤكد سلامة المحيط و عدم تأثيرها على المنظومة البيئية عموما.

اما في ما يتعلق بجانب النظافة و الاستعداد للموسم السياحي و فصل الصيف و الاصطياف، أوضح ممثل وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي ان اعلان طلب العروض بقيمة 500 الف دينار سيتم الإعلان عنه قريبا لإعداد دراسة فنية حول الانجراف البحري بالخليج الشمالي لمدينة المنستير و منطقة القراعية و قريبا الانطلاق في غربلة الشواطئ السياحية و العمومية.

و قال المدير الجهوي للديوان الوطني للتطهير ان المتابعة متواصلة و الصيانة الدورية للشبكات و لمحطات الضخ و المعالجة متواصلة للتقليص من فيضان البالوعات، مؤكدا على جودة المياه المعالجة بمحطة التطهير بالساحلين التي لم تبلغ طاقة استيعابها بعد، و على ان ادارته بصدد الاعداد لمشروع تجديد كلي لمحطات التطهير بالمنطقة السياحية بالمنستير.

و قالت رئيس الدائرة الفرعية للبيئة و المحيط بالولاية، ان الخطة الجهوية لمقاومة الحشرات انطلقت منذ بداية شهر فيفري بالمقاومة العضوية و الفزيائية بجهر بعض الاودية و تنظيف البالوعات و تعززت بحملات النظافة و تقليع الأعشاب و تنظيف حواشي الطرقات و المداواة خلال الفترة الفاصلة ما بين 10 و 22 افريل المنقضي و حملات مشتركة بين البلديات للتدخل في المناطق المشتركة و الشاسعة مثل حماضة بنبلة و وادي المالح، مؤكدة على انه تم توجيه الطلب الى المصالح المركزية للتدخل و المداوة بالطائرة خاصة في الأماكن الشاسعة و التي تمثل اوكار إيجابية للحشرات.

و افاد ممثل شركة النقل بالساحل انه في اطار الاستعداد لفصل الصيف سيتم الترفيع في عدد السفرات وانطلاق العمل بالتوقيت الصيفي بداية من شهر جويلية مع برمجة سفرات في اتجاه المناطق الشاطئية لضمان تنقل المصطافين، مؤكدا على دور قطاع النقل في الجهة في مجابهة فيروس كورونا و عدم توقف سفرات و التنقل بالحافلة اثناء الحجر الصحي فضلا عن تسجيل 155 سفرة استثنائية لنقل المواطنين من مختلف ولايات الجمهورية الى اماكن الحجر الصحي الاجباري بمدينة المنستير و منها 45 سفرة خاصة بالمتعافين من فيروس كورونا.

و في السياق ذاته استعدادا للموسم السياحي و فصل الصيف و الاطياف و لضمان عطلة امنة، أكد العميد محمد صالح بلعانس المدير الجهوي للحماية المدنية على ضرورة التوقي من الحرائق من خلال مزيد العناية بنظافة حواشي الطرقات و تقليع الأعشاب الجافة بمحيط المؤسسات العمومية و الخاصة و النزل، المدعوة كذلك لمواكبة الدورات التكوينية التي انطلقت و لا تزال متواصلة لتكوين سباحين منقذين لفائدة النزل و للبلديات لتركيزهم بالشواطئ العمومية.

و أوضح رئيس الجامعة الجهوية للنزل و ممثلو الهياكل المعنية الناشطة في القطاع السياحي، ان الرؤية غير واضحة لأصحاب المهنة لإعادة فتح النزل و استقبال السياح الأجانب من عدمه في ظل الوضع الوبائي الغير مستقر في العالم و خاصة بعد تسجيل حالات إصابة وافدة على تونس.

و اكد رئيس الجامعة الجهوية للنزل ان البروتوكول الصحي الخاص بقطاع السياحة وحده غير كاف، و مطالبا بإجراءات استثنائية و ترتيبات خاصة تضمن السلامة من عدم انتشار الفيروس مجددا ببلادنا و تحدد كيفية استقبال السياح الأجانب و التعامل معهم خاصة خارج النزل.

كما اكد ممثلو القطاع السياحي على الصعوبات المالية التي تواجهها وكالات الاسفار و النزل السياحية و أصحاب المراكب الترفيهية بعد توقف نشاطهم السياحي لأكثر من شهرين بسبب الجائحة، مطالبين بأكثر ليونة في التعامل مع هذا القطاع الحيوي و إجراءات أخرى استثنائية تراعي الوضعية الحالية لهذه المؤسسات السياحية و تضمن ديمومتها و تحافظ على مواطن الشغل.