التصرف المندمج في جزر قوريا
خصصت السيدة أسماء السحيري الكاتبة العامة لشؤون البحر اليوم الثاني ( الجمعة 11 جوان 2021 ) من زيارتها إلى ولاية المنستير، للإطلاع على مشروع حماية جزر قوريا و كيفية تثمينها لا سيما متابعة عملية تعشيش السلاحف البحرية و تطوير البحوث العلمية المتعلقة بتثمين هذا المخزون البيولوجي و الايكولوجي فضلا عن إمكانية استغلالها بطرق مثلى لتنويع المنتوج السياحي.
و قد ثمّنت الكاتبة العامة لشؤون البحر، دور المصالح الجهوية و المركزية المعنية و دور المجتمع المدني و خاصة جمعية ازرقنا الكبير البيئية و دور مختلف الإدارات ممثلي أعضاء اللجنة الاستشارية في بحث سبل التصرف الأمثل في جزر قوريا بطريقة علمية و تشاركية لحمايتها و المحافظة على طابعها البيئي و الايكولوجي و تثمينها سياحيا و علميا.
و عاينت الكاتبة العامة لشون البحر بحضور السيد البشير عطية كاتب عام الولاية و السيدة لمياء جعيدان عضو مجلس نواب الشعب و حضور ثلة من الإطارات الجهوية، عملية ترقيم عدد 2 سلاحف بحرية و إطلاقها بعرض البحر بعد أن تم إنقاذها من شباك احد البحارة على أن يتم تسجيلهما لاحقا بالمعهد الوطني لعلوم و تكنولوجيا البحار.
و اطلعت الكاتبة العامة لشؤون البحار على جانب من نشاط جمعية ازرقنا الكبير بالمنستير التي تعمل على حماية جزر قوريا، في إطار المقاربة التشاركية و التصرف المندمج للمحمية البحرية بجزر قوريا، حيث تعمل جمعية ازرقنا الكبير بالتنسيق و التعاون مع وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي و بالتنسيق مع مختلف المتدخلين على نشر الوعي و الثقافة البيئية للمحافظة على الثروات الطبيعية و التنوع البحري البيولوجي و المساهمة في التصرف المستدام لحماية الشريط الساحلي و الجزر و المحميات حتى تكون قبلة للسياح و للبحث العلمي.
و قد خصّصت هذه الزيارة البحرية لجزيرة قوريا أيضا، لعرض أهم التطورات في التصرف المندمج للمحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا باعتبار التنوع البيئي و الايكولوجي لهذه الجزر التي تبعد حوالي 18 كلم على سواحل مدينة المنستير و التي تزخر بثراء بيئي و بحري لا سيما تعشيش السلاحف البحرية من نوع " كاريتا كاريتا .. Caretta Caretta " المهددة بالانقراض و محطة هامة للطيور المهاجرة و وجهة سياحية هامة، حيث تم خلال السنوات الماضية تكوين اللجنة الاستشارية و إحداث وحدة التصرف في المحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا المحدثة في جانفي 2017 و وضع برامج عمل بين وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي و بتمويل من مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة و بالشراكة مع المجتمع المدني المتمثل في جمعية ازرقنا الكبير.
و تعمل وحدة التصرف في المحمية البحرية و الساحلية بجزر قوريا بالتعاون و الشراكة مع جمعية ازرقنا الكبير، على تنفيذ عدة مشاريع بيئية لحماية جزيرتي قوريا الصغرى 70 هك و قوريا الكبرى 270 هك فضلا عن حماية محيطهما على مساحة 15000 هك.
و لحماية جزر قوريا تم في مرحلة أولى، إحداث مركز للدراسة و التكوين حول السلاحف الحرية في انتظار تنفيذ جملة من المشاريع لا سيما مشروع دراسة الخرائط البحرية بكلفة 300 ألف دينار و مشروع دعم التصرف في المحمية البحرية بجزر قوريا من خلال حماية تعشيش السلاحف البحرية و متابعة و حماية الطيور المهاجرة بكلفة تناهز 600 ألف دينار ممولين ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة و على امتداد سنوات 2018 و 2019 و 2020 فضلا عن إعداد كراس شروط لتطوير السياحة الايكولوجي.
أوضح السيد احمد السوقي رئيس جمعية ازرقنا الكبير البيئية التي تعمل على حماية جزيرة قوريا بالتنسيق مع السلطة الجهوية و المحلية و بالتعاون مع وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي، ان المشاريع المنجزة و المبرمجة بجزيرة قوريا هدفها الأساسي تسجيل جزيرة قوريا كمحمية بحرية طبيعية نظرا للثراء الايكولوجي و الطبيعي الذي تتميز به خاصة في تعشيش السلاحف البحرية و في نوعية الطيور المهاجرة التي تزور الجزيرة.
و بهدف المحافظ على جزيرة قوريا و التعريف بها و التحسيس و التوعية بأهمية المحافظة عليها، اكد رئيس جمعية ازرقنا الكبير على ان 17 رسالة تخرج جامعي أنجزت على جزيرة قوريا خلال 7 سنوات الأخيرة، و 5000 زائرا لجزيرة قوريا من مختلف الشرائح و الجنسيات انتفعوا بحلقات تحسيس و توعية، فضلا عن تنفيذ البرنامج الجديد للجمعية الهادف الى تنظيم حلقات تكوين و تعريف بثراء جزيرة قوريا لفائدة المكلفين بالتسويق بالنزل و المراكب السياحية قصد تنويع المنتوج السياحي و التسويق الجيد لجزيرة قوريا ضمن المسلك السياحي و الوجهات السياحية المفضلة. و أضاف انه تم تسجيل تعشيش 45 سلحفاة بحرية خلال سنة 2021 و انقاض 15 سلحفاة من الشباك و من الاختناق بمواد بلاستيكية فضلا عن تفريخ 2970 سلحفاة صغيرة خلال سنة 2020.
و أكد رئيس جمعية ازرقنا الكبير على انه تم تركيز لوحات تحسيسية و توعوية بجزيرة قوريا لحسيس زوارها بأهمية المحافظة على نظافتها و على طابعها الايكولوجي علاوة على تركيز وحدات فرز انتقائي للفضلات بالجزيرة و التعاقد مع أصحاب المراكب السياحية المنتفعين بتراخيص في الإشغال الوقتي لشواطئ جزيرة قوريا مع تطبيق مثال التصرف المنصوص عليه بكراس الشروط و بإحداث مباني ايكولوجية تحافظ على البيئة و سلامة المحيط.
كما خصصت الزيارة البحرية اليوم أيضا، لزيارة مصيدة ثابتة لتربية الأحياء البحرية كمثال على قطاع تربية الأسماك بولاية المنستير و الذي يعد قطاع واعد و يساهم بأكثر من 60 % من الإنتاج الوطني، حيث أن نشاط تربية الأحياء المائية انطلق بولاية المنستير منذ سنة 2008 و بلغ حاليا 14 مشروعا منها 12 مشروعا منتجا، وبطاقة إنتاج جملية للشركات المنتصبة بالجهة تقدر بـ 17210 طن، حيث بلغ الإنتاج سنة 2019 ما يعادل 14065 طن أي 43% من الإنتاج الجملي للصيد البحري بالولاية و 60% من الإنتاج الوطني لتربية الأحياء المائية.