فـــي إطــــار مواصلة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، أدّى السيّد أحمد البوهالي وزيـــر الشؤون الدينية اليوم السّبت 28 سبتمبر 2024 زيارة إلى ولاية المنستيــر حيث كان في استقباله بمقرّ الولايــة السيّد عيـســى موســى والــي المنستير والسادة الكاتب العام للولاية وعضو مجلس نواب الشعب السيّد صالح الصيادي وعضو المجلس الوطني للجهات والأقاليم السيد حسني حسام مزالي ورئيس المجلس الجهوي ومعتمدة مركز الولاية ومعتمد المنستير والمدير الجهوي للشؤون الدينية وثلة من الإطارات الجهوية ومجموعة من الأيمّــة والإطارات المسجديــة .
هـذا وقد تحوّل إثر ذلك إلى قصر العلوم بالمنستير للإشراف على الندوة المولدية التي تقام في نسختها الثانية تحت عنوان " التصرّف في المياه بين الأحكام الشرعية والأنماط السّلوكية " بحضور السيّدة سيرين قزارة والسيد بلال السعيدي عضوي المجلس الوطني للجهات والأقاليم ورئيس جامعة المنستير وعدد من أعضاء المجالس المحلية ومجموعة من الأساتذة والإطارات الدينية والأيمّــة الخطباء والشيوخ وعدد من المشرفين على الجمعيات القرآنية والكتاتيب.
وقد تــمّ افتتاح هذه الندوة بتحية العلم المفدّى تمّ على إثرها الاستماع إلى تلاوة مباركة من الذكر الحكيم ، وفي كلمته بهذه المناسبة بيّن السيد الوالي أنّ هذه الندوة تأتي في إطار الاحتفال بالدورة الثانية للندوة المولدية الجهوية وهي تظاهرة سنوية انطلقت من ولاية المنستير هدفها الأساسي إبراز علاقة الإسلام بالتنمية مبيّنا في هذا السياق أنّ مفهوم التنمية من المفاهيم الأساسية في الدين الإسلامي الذي ركّز على الإنسان كمحور للعملية التنموية باعتباره الكائن الوحيد القادر على الإصلاح والتغيير والبناء والتطوير، حيث أنّ الدين الإسلامي حارب المفاهيم السلبية التي تقف حاجزا دون تحقيق التنمية في المجتمع من ذلك التواكل والافساد في الأرض مقابل الحث على العمل والمثابرة والعلم والمعرفة والنزاهة والأمانة والأخذ بالأسباب ومقاومة التخلف والجهل والفقر مؤكّدا على ضرورة الاستخدام الأمثل للموارد البشرية لتحقيق التنمية في مختلف المجالات مشيرا في هذا الخصوص إلى دور الكتاتيب في تكريس مفهوم تنمية الفرد أخلاقيا وعلمياً وتنشئته التنشئة الصحيحة وتربيته على المبادئ الإسلامية ليصبح له دور فعال في بناء دولة اجتماعية عصرية، منفتحة و متطورة ، كما بيّن السيد الوالي أن تناول موضوع ترشيد استهلاك الماء خلال هذه الندوة يأتي في إطار التأكيد على أهمية المياه في حياة الإنسان حيث دعا ديننا الحنيف للحفاظ على الماء وتخزينه وحسن استغلاله، وحرَّم هدره وإفساده والتفريط فيه أياً كان مصدره ومنبعه، سواء في البحار أو الأنهار أو الآبار أو حتى في المنازل قليلاً كان أو كثيراً ، لأنه نعمة كبرى تتوقف الحياة عليه في كل صورها وأشكالها، فالماء من أكثر النعم انتشاراً على سطح الأرض.
وقد بيّن السيد وزير الشؤون الدينية في كلمته بهذه المناسبة أنّ الإسلام دين مبادئ ومضامينه سامية ونبيلة تهدف إلى الخير والبناء والرفعة والعطاء كما كان دوماً سبّاقا إلى كل الأفكار الجديدة التي من شأنها تطوير وتحسين الحياة ،
فالدين يحدّد السلوك الاجتماعي ويبني الأخلاق الصالحة التي تكوّن المجتمع في إطار مشروع حضاري أساسه التربية السليمة من خلال تنمية سلوك الفرد نحو القيم العليا مبرزا في هذا الخصوص أهمية دور الكتاتيب والجمعيات القرآنية في تربية الناشئة وبناء الأوطان .
وقد تضمّنت الندوة مداخلات علمية كانت أوّلها تحت عنوان " تحدّيات الماء في العالم في ضوء النموّ السكّاني والتغيّر المناخي أثّثـتها المهندسة أحلام قارة تلتها مداخلة الدّكتور الصحبي بن منصور تحت عنوان " استغلال المياه وحسن التصرّف فيها في الحضارة الاسلامية ومداخلة ثالثة للدكتور محمّد الشتيـوي حول " السّلوك الرّشيد في استعمال الماء من خلال القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة ".
هــذا وقد تمّ التوجّه إثر ذلك إلى مدينة خنيس حيث أشـرف السيد الوزير رفقة السيّد الوالـــي على تدشين جامع النّور حيث كانت مناسبة لتثمين مجهودات كل من ساهم في هذا الإنجاز من مقاولين ومهندسين وأصحاب الأرض وأهالي المنطقة ثـمّ إلى مدينة منزل النّور حيث اطّلع على أشغال صيانة وتوسعة مسجد التّوبة بحضور السيّد سامي بالحاج عمر عضو مجلس نواب الشعب ومعتمد بنبلة ورئيس المجلس المحلّي تمّ عـلى إثره زيارة كتّاب الجامع الجديد بمدينة طبلبة بحضور السيد كريم الرياحي عضو مجلس الإقليم الثالث ومعتمد طبلبة ورئيس وأعضاء المجلس الجهوي والكاتب العام المكلف بتسيير البلدية ليختتم زيارته بالتوجّه إلى مقام الإمام المازري بمدينة المنستير .