عاشت مدينة الوردانين اليوم الاثنين 22 جانفي 2018 على وقع تظاهرة احياء الذكرى 66 لأحداث 22 جانفي 1952 التي اشرف على فعالياتها كل من السيد مبروك كرشيد وزير أملاك الدولة و الشؤون العقارية و السيد اكرم السبري والي المنستير بحضور السادة نواب الجهة و ثلة من الإطارات الجهوية و المحلية الإدارية و الأمنية و بحضور عدد من المناضلين و من أهالي الوردانين و ضيوف من تونس.
و قد انتظم بالمناسبة بمقبرة الشهداء موكبا لتحية العلم و تلاوة فاتحة الكتاب على أرواحهم الزكية و وضع إكليل من الزهور تعبيرا لهم و لعائلاتهم و لمدينة الوردانين بالدور الذي لعبه أبناء هذه المدينة المناضلة في دحر المستعمر و التي قدمت شهداء أبرار ضحوا بالغالي و النفيس من اجل استقلال تونس.
كما تضمن إحياء الذكرى تنظيم كرنفالا وسط المدينة و معرضا وثائقيا من الصور بدار الثقافة بالوردانين تم من خلالها التعريف بتاريخ مدينة الوردانين و نضالات أبنائها في حقب زمنية مختلفة فضلا عن مداخلات و شهادات حية حول نضالات أبناء الوردانين و تكريم لعدد من عائلات شهداء أبناء الوردانين شهداء ثورة 14 جانفي 2011 بالإضافة الى تكريم عدد من أبناء الوردانين ممن قاموا بمبادرات فردية و جماعية لنظافة و تزيين شوارع المدينة و الاحياء التي يسكنون فيها.
و تعد أحداث 22 جانفي 1952 التي جدت في مدينة سوسة و استشهد خلالها العديد من التونسيين و من بينهم أربع من أبناء مدينة الوردانين معقل النضال و هم الشهيد بلقاسم بن احمد خلف الله و الشهيد حسن بن محمد القصير قريسة و الشهيد محمد بن الحبيب بن سالم و الشهيد محمد بن محمد العياري ، امتدادا لمؤتمر 18 جانفي 1952 الذي تمت فيه التوصية بدعوة الشعب الى التظاهر و الإضراب والاحتجاج و الإعلان بانطلاق المقاومة بالإضافة الى التنديد برسالة 15 ديسمبر1951 وبالإجراءات التعسفية التي اتخذها المقيم العام الجديد "دوهوت كلوك" لتطبيق سياسة ردع وتخويف وقمع المواطنين و أبناء الحزب والتي تم بمقتضاها إيقاف الرئيس بورقيبة وعدد من قادة الحزب.
و بما ان المقاومين و المواطنين و أبناء الحزب الحر الدستوري الديمقراطي كانوا آنذاك متعلقين بالمجاهد الأكبر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و بمواقفه النضالية انطلقت المقاومة في مختلف جهات الجمهورية استجابة لدعوته الدخول في المقاومة، حيث انطلقت صباح يوم 22 جانفي 1952 مسيرة ضخمة في مدينة سوسة من أمام صيدلية جلول بن شريفة رئيس الجامعة الدستورية بسوسة نحو مقر القايد وفي الطريق في باب جديد اعترضتها القوات المسلحة فوقع الاصطدام الذي أسفر عن وفاة 8 تونسيين من بينهم أبناء الوردانين و قتل القائد العسكري لحامية سوسة " Colonel Durand" كما جرح العديد من المتظاهرين.
و على هامش احياء ذكرى احداث 22 جانفي 1952 بالوردانين تحوّل السيد الوزير و السيد الوالي الى عائلة المناضل المرحوم حسن بن عبد العزيز الذي توفي في 12 ديسمبر 1996 وهو من اكبر المناضلين و المقاومين الذي ساهموا في تحرير تونس من براثين المستعمر الفرنسي حيث تحصل المرحوم المناضل حسن بن عبد العزيز ابن مدينة الوردانين على وسام الاستقلال الأكبر و الأصغر و وسام الجمهورية و وسام ذكرى الجلاء و ذلك تقديرا لنضالاته في سبيل هذا الوطن.
https://g-monastir.tn/akhbar/1080-66-22-1952#sigProId2daf9b54cc